تقعيد النّظام السياسي من خلال كتاب الأحكام في صحيح البخاري

الملخص

لا شكّ أنّ فهمَ أحاديث النبيّ ـ r ـ الصّحيحة بعقلٍ راجح ونهجٍ سديد، هو تمام النّظر القويم وكمال الفهم النّاصع من نظر المتنطّع المؤدّي إلى الخروج عن نهج السّنة؛ لأنّ الفهم النّابعَ من سنن الاستقامة ومنهجِ العدالة في قوام الدّين والدّنيا لصلاح مصالح الخلق؛ يعدُّ من أهمّ أسباب عصمة هذه الأمّة من الفتن والضّلال، وثباتها على هدى الصّراط المستقيم، وأنّ التّنطع بأشكاله في الدّين وألوانه يسوقُ أتباعه إلى الهلاك والخسران المبين في الأنفس والأعراض والأموال، وفي الجماعات والأفراد على السّواء؛ ذلك أنّ نظر المتنطّع وفهمه في الدّين لا يكون من كلام المصطفى ـ r ـ.

وإنّ هذا البحث قد تناول ملامحَ النّظام الإسلامي للسياسة من خلال دراسة تحليلية لكتاب "الأحكام" في صحيح البخاري، وهو أحد الكتب التي جمع فيها الإمام البخاري الأحاديث المتعلّقة بالحكم الرشيد وإدارة شؤون الدولة، وتجلّى الهدف في البحث إلى تقعيدِ أسس النظام الإسلامي مما ورد في هذا الكتاب في صيغ مقنّنة، وإدراجِ أحكامٍ لفروعات اجتهادية ومسائلَ عصرية وقتية كما تصوّرته السنة النبوية الصحيحة، وقد اقتصرتُ بالذّكر على ثماني قواعد؛ طلبا للاختصار اللائق بهذا المقام، وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة مباحث وخاتمة؛ وفيها أهم النتائج وبعض التّوصيات.